كيف نتكلم مع الأطفال حول فيروس كورونا
- انتشار : 22-08-1400
- 7 الرأي
- 2255
- سياسة النشر
التكلم مع الأطفال حول فيروس كورونا
المقدمة
على حسب التقارير و الإحصائيات التي نسمعها هذه الأيام حول ضحايا فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم و أيضا بسبب مخاطر الكبيرة التي يحملها هذا الفيروس، من الطبيعي أن يقلق كثير من الآباء بالنسبة لأطفالهم.
لكن من جانب آخر بإمكان أخبار كورونا أن تسبب التوتر و القلق للأطفال و الشائعات التي تنتشر حول فيروس كورونا قد تسبب الرعب اكثر من الكورونا نفسها.
بهذه الظروف كيف بإمكان الوالدين أن يتحكموا بالوضع ويسيطروا على الخوف إضافة توعية الأولاد و تقديم النصائح اللازمة لهم.
الخبراء لهم وجهات نظر و اساليب خاصة حول موضوع مواجهة و تعامل الأطفال مع موضوع فيروس كورونا و كيفية عرض مخاطر المحتملة لهذا الفيروس من قِبل الوالدين و سنتطرق لهذا الموضوع في هذا المقال.
هل علينا أن نتكلم مع طفلنا حول هذا الموضوع؟
واضح جدا أن إذا تعرض طفلنا إلى خوف و قلق بالنسبة لهذا الموضوع، علينا أن نفعل شيئا بالنسبة لحل المشكلة و لا يمكننا تجاهل هذا الموضوع.
لكن إذا لم يتكلم طفلكم حول هذا الموضوع و لم يظهر القلق و التوتر تجاه هذا الموضوع، هل عليكم أن تقوموا انتم بطرح هذا الموضوع معه؟
يقول هالي نديتش، أخصائي علم نفس الأطفال حول هذا الموضوع: يجب أن يكونوا الوالدين على وعي بالنسبة لهذا الموضوع بسبب أن من الممكن أن لا يعبر الطفل عن مخاوفه تجاه الموضوع لكن يعاني من مشاكل تجاه تلك المخاوف.
على حسب أقوال هذا الأخصائي، من المحتمل جدا أن يتكلم الأطفال مع بعض حول مخاوفهم مع أن لم يتحدثوا معكم حول هذا الموضوع و لكن لا يعني هذا أنهم غيرقلقين.
يقول هيدي كمبين، المعلاج و استشاري الأسرة: في الحالات التي تعتقدون أن من الضروري أن تخبروا اطفالكم بمعلومات مهمة، عليكم أن تفعلوا ذلك و تخبروهم بالأمر. أي في افضل الحالات من الأفضل أن تفتحوا الموضوع مع الأطفال عندما يقوم الطفل بطرح الأسئلة التي تشغل باله.
يذكرمكبين: " عندما طرح على طفلي الصغير اسئلة حول فيروس كورونا، في البداية اضطريت أن أقوم بجمع المعلومات الكافية حول هذا الفيروس لكي أتمكن من الإجابة على أسئلته".
يجب أن تحصلوا على المعلومات الكافية، قبل شرح أي موضوع
قبل التكلم مع الطفل حول الأشياء التي قد يشاهدها في الأخبار أو يسمعها من اقرانه، تأكدوا أنكم قد حصلتوا على المعلومات الكافية حول الموضوع و مخاطره المحتملة.
إذا أردتم أن تجيبوا بأجوبة صحيحة و صادقة بالنسبة لأسئلة طفلكم، بإمكان مراكز السيطرة و الوقاية من الأمراض أن تكون مصدرا مناسبا للحصول على المعلومات.
تخبرنا الدكتورة تينا تشوبرا، اخصائية الوقاية من الأمراض المعدية في مستشفي هاربر: على الآباء أن يقوموا بوعي أطفالهم و يخبرونهم أن ما تم كشفه حتى الآن حول هذا الفيروس هو أن هذا الفيروس مثل سائر الفيروسات التنفسية، بإمكانها أن تتسبب بعدوى الرئة و الإصابة بمرض ذات الرئة.
تضيف قائلة تشوبرا أن: بإمكان الآباء أن يقدموا هذا الفيروس على أنه شيء يشبه الأنفلونزا و يؤكدوا على اطفالهم أن يهتموا بالنظافة الشخصية و الأمور الصحية مثل غسل اليدين بدقة للوقاية من الإصابة بالفيروس.
نطمئن طفلنا أن أغلب الناس سيصابون بمرض خفيف و بعد مرور عدة اسابيع ستتحسن حالتهم تماما.
إذا كان الأطفال قلقين على جدهم أو الجدة أو الآخرين، اخبروهم بإنهم منتبهون كثيرا و بهذه الطريقة اكدوا على طفلكم أن يكون على وعي بالنسبة للموضوع و ركزوا على الرسائل الإيجابية حول الرعاية الطبية و الحماية الموجودة.
تعليم الملاحظات المفيدة و الضرورية للأطفال
على سبيل المثال استغلوا هذا الوضع كفرصة لكشف و تعلم الأمور الجديدة مع بعض: موضوع أن كيف يمكن للفروسات أن تمرضنا و كيف يقوم جسمنا بمواجهة الفيروسات و مختلف علائم المرض تدل على أن يحاول جسمنا أن يتحسن بمساعدة الجهاز المناعي.
قدموا لهم طرق و اساليب خاصة لكي يتمكنوا بالإهتمام و المراقبة من نفسهم. هذا الموضوع يعطيهم شعور بالتحكم و المسؤولية.
ليس من الضروري أن تتكلموا مع أطفالكم حول تفاصيل هذا المرض أو تتكلموا بحضورهم حول عدد الأموات و المصابين بهذا المرض.
حاولوا أن تشرحوا لأطفالكم حول ضرورة غسل اليدين بعد الذهاب إلى المرحاض، قبل تناول الطعام و عند العودة من الأماكن العامة و قوموا بتعليمهم كيف يتجنبوا لمس الوجه و الفم و ألأنف و ايضا يتجنبوا لمس السطوح الملوثة.
في هذه الظروف، إضافة إلى التحكم بدخول و خروج الطفل، هيئوا لهم الهوايات و نشاطاتهم المحببة، لأن ممارسة النشاطات المفرحة، تبعد الطفل من التفكير بفيروس كورونا و الموضوعات التي تسبب القلق.
طريقة التكلم مع الطفل
غالبا ما يتصور الوالدين أن أطفالهم لايبالون بالنسبة لأحداث التي تحدث في العالم أو ليس ناضجين بما يكفي لإستيعاب ما يجري حولهم.
لكن في الواقع طريقة تحليل و استيعاب الأطفال و خاصة الصغار للعالم و ما حولهم مختلفة بحيث من الممكن أن تجعلهم أكثر عرضة للخطر و الأذى.
تعتبر مفاهيم الزمان، المكان، المسافة من المفاهيم المبهمة للأطفال. إذن من الممكن أن يعتبر الطفل جميع أنواع المخاطر تهديد للجميع.
الدكتور نديتش يؤكد إلى أن يجب على الوالدين أن يهتموا بالنسبة لمخاوف أطفالهم و لا يقوموا بقمع هذه المخاوف. في الواقع يجب أن تحاولوا أن تصبوا كل اهتمامكم على الطفل و تستمعوا لكلامه و ما يشغل تفكيره، اسمحوا له أن يتحدث حول مخاوفه معكم و يعبر عن انفعالاته. بعد ذلك طمنوا الطفل على أن استوعبتم مشاعره و أفكاره جيدا.
أيضا حاولوا أن تتحدثوا مع اطفالكم في المكان و الزمان المناسب و تستمعوا لهم بكل وعي و انتباه و ساعدوهم لكي يتقبلوا الواقع بدل الشائعات. حاولوا أن تكون نبرة كلامكم هادئة و مطمئنة. يجب أن تكونوا مصدر موثوق لمعلومات أطفالكم.
بعض الأحيان التكلم مع بعض " عند ممارسة عمل ما أو النظر إلى شيء أو القيادة" أفضل من التكلم وجها لوجه.
ايضا، نظرا إلى أن من الممكن أن تبدوا كل الأمور أكثر رعبا للطفل أثناء الليل، حاولوا أن تتكلموا حول مثل هذه الأمور في النهار و خلال الساعات الأولى من اليوم.
جدير بالذكر أن التكلم حول هذه الأمور تستدعي أن نتغلب نحن في البداية على مخاوفنا و الأمور التي تسبب لنا القلق و الوسواس .
الإنتباه إلى تفكير و مشاعر اطفالنا
علينا أن ننتبه إلى أن مخاوفنا و الأمور التي توترنا لأنها من الممكن أن تأثر على أطفالنا و تعرضهم ايضا للتوتر و القلق.
على حسب أقوال الدكتور نديتش، حتى لو حاولتوا السيطرة على مخاوفكم و عدم اظهارها في حضور الأطفال، سيشعر الأطفال بتوتركم و سيترك آثار مضرة و غيرنافعة على نفسيتهم.
في الظروف الحالية و نظرا إلى انتشار الفيروس في البلد، في البداية يجب أن يتم السيطرة على مخاوف الآباء، بسبب أن كثير من الآباء يقومون بتتبع اخبار الكورونا بشكل لا يوصف و محور محادثاتهم يدور حول فيروس كورونا بحيث سيؤثر الموضوع بشكل سلبي على تفكير و نفسية الطفل.
تذكروا أن الخوف من المرض اخطر من المرض نفسه.
على حسب أقوال الأخصائين، الأطفال بسبب قدرة التخيل العالية التي يتمتعون بها، يبالغوا في تصور حقيقة كل شيء و هذا الأمر يزيد نسبة الخوف، التوتر، القلق و الوسواس الفكري و العملي لديهم.
حاولوا عدم تتبع الأخبار في حضور الأطفال. من جهة أخري من المهم جدا الإحتفاظ بنظم البرنامج اليومي للأطفال " مثل النوم، التغذية، و اللعب".
بإمكان الألعاب الفكرية أن تساعد على تشتت الحواس و انشغال تفكير الأطفال.
انتبهوا أن لا تقوموا بقراءة الرسائل التي تنتشر في الشبكات التواصل الإجتماعي بصوت عالي و لا تتحدثوا مع بعض كثيرا حل هذا الموضوع في البيت؛ بسبب أن من الممكن أن يسبب هذا الوضع التوتر لدى الطفل.
كما ذكرنا من قبل، التوتر خطير جدا بالنسبة للدماغ و جهاز عصبي الطفل و يتسبب بإضطرابات في افراز هرمون الدوبامين و السِّيرُوتُونِين أو الدَّرْئِين الذي يتسبب بخوف من المجتمع.
من الممكن أن يكون للأطفال ردة فعل مختلفة تجاه التوتر و القلق، على سبيل المثال يلازموا الوالدين، يصبحوا مضطربين و انزاوائين أو عصبيين و حتى من الممكن أن يصابوا بالتبول اللاارادي الليلي.
الأطفال الذين يعانون من الوسواس الفكري، من الممكن أن يفكروا بفيروس كورونا بوسواس و توتر. في ظل هذه الظروف من الأفضل أن يقوم الوالدين بإستشارة اخصائي طب نفس الأطفال.
الملاحظة الأخيرة
تذكروا أن تعتبر هذه فرصة جيدة لتقضوا وقتا ممتعا مع العائلة و الأطفال، العبوا مع أطفالكم، قوموا بمشاهدة الأفلام، قوموا بإعادة دراسة الواجبات المدرسية و الهوايات المناسبة و المفرحه و تمضية الوقت مع بعض، لكي لا يشعر الطفل بحاجة إلى الحديقة العامة، السينما، الروضة أو المدرسة.
المرجع
https://www.healthline.com/health-news/how-to-talk-to-kids-about-the-coronavirus
الرأي (7)