هل يقل فيروس كورونا خلال فترة الصيف؟
- انتشار : 22-08-1400
- 2 الرأي
- 3204
- سياسة النشر
هل سيختفي فيروس كورونا مع قدوم فصل الصف؟
هل من الممكن أن تقل نسبة شيوع و شدة انتقال فايروس كورونا المستجد أو كوفيد 19، خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة في نصف الكرة الأرضية الشمالي؟
البعض يعتقد أن عند ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي إلى تفشي هذا الفايروس بشكل اعجازي.
محبون هذه الفرضية يعتقدون أن بإمكان فيروس كورونا أن ينتقل بنفس طريقة الزكام و نزلات البرد و الأنفلونزا أي عبر الإتصال القريب مع الأشخاص المصابين و عن طريق قطيرات الجهاز التنفسي التي يفرزها الشخص المصاب أثناء السعال أو العطس و عادة ما يظهر الزكام و الأنفلونزا أثناء فصول الباردة من السنة.
على الرغم من هذا يعتقد أخصائي أمراض المعدية و الطفيلية أن لا يمكننا أن نكون متأكدين بالنسبة لهذا الموضوع.
من جانب آخر، يعتقد بعض الأخصائيين أن في فصل الصيف يقضي الناس وقتا أقل في المنزل و يرغبون بالحضور في اماكن العامة و التعامل مع الآخرين مما قد يؤدي الأمر إلى انتشار فيروس كورونا اسهل و اسرع بكثير اثناء فترة الصيف.
يقول هؤلاء الأشخاص أن بعد دراسة فيروسات أخرى من عائلة فيروس كورونا أي المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة و مرس، علمنا أن هذه الفيروسات لن تظهر لنا دلائل موسمية .
نتيجة اختبار كورونا لرجل برازيلي قد سافر مؤخرا إلى إيطاليا كانت ايجابية. هذا الأمر الذي تصدر مؤخرا قائمة الأخبار، اظهر لنا أن هذا الفيروس سيصل إلى مرحلة شاملة في أمريكا اللاتينية.
هذا الحدث أيضا يثير لدينا كثير من التساؤلات مثل؛ ماذا سيكون مصير هذا الفيروس في البلدان التي ليس لها استعداد كافي لمواجهة هذا الفيروس؟ أو هل سيسافر هذا الفيروس إلى المناطق الاستوائية و المناطق الحارة أيضا؟
يختلف تأثير الفيروسات على حسب نصف الكرة الأرضية و قد ظهر هذا الفيروس أيضا في درجات الحرارة المنخفضة و الجو البارد.
قال وزير الصحة البرازيلي Luiz Henrique Mandetta في صحيفة نيويورك تايمز: نظرا إلى أن هذا الفيروس جديد، لا يمكننا أن نكون على وعي تام بالنسبة لتأثير هذا الفيروس.
و ايضا أضاف قائلا بأن تأمل السلطات الرسمية أن لا يكون انتشار الفيروس واسعا في نصف الكرة الجنوبية، بسبب أن برازيل حاليا في فصل الصيف. على حسب أقوال مانديتا من الممكن أن يعمل هذا الفيروس بشكل آخر خلال فصل الصيف في البرازيل.
يقول في هذا الصدد البروفيسور Greg Gray، أخصائي الأمراض المعدية و الطفيلية و استاذ جامعة جامعة ديوك: قبل هذا أيضا قد شهدنا شيوع و انتشار فيروس سارس "SARS-CoV2" في الطقس الحار.
يعتقد البروفيسور أن عادة ما يقضي الناس وقتا أطول في الأبنية المغلقة و المنازل خلال فترة الصيف مما يحد من الإتصال فيما بينهم.
إضافة إلى هذا، مع قدوم فصل الصيف و فتح النوافذ و الأبواب ستتم عملية تجديد و تنقية الجو بشكل أفضل و يجدر الذكر أن الأشعة فوق البنفسجية أيضا ستكون أكثر و هذا الأمر نفسه سيؤدي إلى خفض انتقال الفيروس.
على الرغم من هذا الأمر، لا يتفق الباحثون حول هذا الموضوع على رأي واحد .
على سبيل المثال يقول البروفيسور Mauricio Santillana أخصائي علم الأوبئة و استاذ جامعة هارفارد له رأي مختلف و يقول أن لا توجد حتى الآن شواهد تدل على اختفاء فيروس كوفيد 19 عند الطقس الحار في نصف الكرة الأرضية الجنوبية.
يقول هذا الأخصائي : على خلاف ما نتوقعه من الأنفلونزا الموسمية، حول من فيروس كوفيد 19، من الممكن أن نتوقع شيوع هذا الفيروس في نصف الكرة الأرضية الجنوبية مثل نصف الكرة الأرضية الشمالية تماما.
على سبيل المثال إذا وضعنا في الإعتبار طقس الرطب في سنغافورة التي تعتبر من ضمن المناطق الإستوائية، سنرى أنها مثل الكثير من مناطق نصف الكرة الأرضية الشمالية و يصدق عكس هذا الموضوع أيضا.
كما نعلم، في ماليزيا أيضا قد شاهدنا شيوع و انتشار فيروس كورونا خلال الأسابيع الماضية و هذا الأمر أيضا يؤكد مضمون هذا الموضوع.
إلى أين سيذهب فيروس كورونا في النهاية؟
يعتقد الدكتور Greg Gray بأن نظرا إلى أن حتى الآن لم يتم اكتشاف لقاح لهذا الفيروس، لا يمكننا توقع التخلص منه بهذه السرعة.
يضيف قائلا: حتى لو تم كشف لقاح مؤثر للوقاية من هذا الفيروس و تم منع انتشاره إلى بقية الدول و البلدان، لابد من أن يتم التلقيح الطبي لأكبر عدد من سكان العالم للسيطرة و التخلص من هذا الفيروس.
فيروس الذي له هذه السرعة من الإنتشار و الشيوع لا يمكن التخلص منه إلا عندما نبعد المستعدين بالإصابة به من التعرض لهذا الفيروس.
إذا انتشر هذا الفيروس في المدن الكبيرة، مع الأسف لا يمكننا توقع سرعة قليلة من انتشار الفيروس في المناطق المزدحمة الذي يكون الناس فيها على اتصال مباشر مع بعض أو إذا لم يلتزموا بالتعاليم الصحية كما يجب، مثل السجن، روضات الأطفال و المدارس.
حتى في الصين الذي ابتدأ فيروس كورونا من هناك، حتى الآن بإمكان الأشخاص المستعدين للإصابة أن يحتفظوا بهذا الفيروس لفترة زمنية طويلة في جسمهم و سيستمر انتقال هذا الفيروس مع انتقال هؤلاء الأشخاص إلى مناطق أخرى .
قد أعلنت العلوم الطبية العسكرية في الصين على حسب الدراسات الأكاديمية التي أجريت حول تشابه فيروس كورونا و سارس أن بإمكان فيروس سارس أن يبقى حتى 4 درجة سنتيغراد و لكن سينتهي مفعوله بعد مرور ثلاثة أيام في حرارة تصل إلى 37 درجة و بإمكانه أن يعيش بمدة 15 دقيقة فقط في درجة تصل إلى 70 درجة سنتيغراد.
مع ارتفاع درجة الحرارة سيعلق فيروس كورونا في الجو أو يلتصق بمختلف السطوح و بإمكان هذا الفيروس أن يعيش لفترة قصيرة فقط .
لكن يجب أن نضع في الإعتبار أن درجة الحرارة العالية تؤثر على قدرة بقاء الفيروس و ليس قدرة تلوث الفيروس.
الدكتور Greg Gray يتكلم حول مصير هذا الفيروس و يقول أن بإمكاننا أن نتوقع أن يظهر هذا الفيروس بشكل أمراض تنفسية فصلية و على حسب قدرة أو ضعف جهاز مناعة جسم الأشخاص و مكان الذي يعيشون فيه، سيتعرض له الكثير من الأشخاص كل عام أثناء فترة الشتاء .
يعتقد الباحثون أن على حسب الأحداث الجديدة، في الوقت الحالي ينتشرهذا الفيروس بسرعة كبيرة بين مختلف بلدان العالم.
خلال الأسابيع القادمة، بإمكان الباحثين أن يبدوا رأيهم بثقة أكبر حول مستقبل هذا الفيروس خلال ثلاثة أشهر القادمة و العام الواحد بعد الحصول على المزيد من الدراسات و المعلومات حول فيروس كوفيد 19 .
لكن في الوقت الحالي، لا توجد هناك أدلة كافية لتوقع مستقبل الإصابة بهذا الفيروس في دول العالم.
الإجراءات و التعاليم اللازمة لصحة العامة و التحكم و الوقاية من الأمراض
منظمة الصحة العالمية و أيضا وزارة الصحة في جميع الدول، يجب أن توفر حاجة الأشخاص إلى الأدوات و الحاجات الصحية الضرورية و الإرشادات اللازمة للناس في هذا الصدد.
على حسب أقوال منظمة الصحة العالمية، لسنا في مرحلة انتشار العالمي، بل حتى الآن نحن في مرحلة انتشار الوباء في عدة مناطق و نحاول أن نوقف انتشار المرض في هذه المناطق.
يقول خبراء الصحة حول استخدام الكمامات أن: لابد من المرضى أن يستخدموا الكمامات، لأن بإمكان الفيروس أن ينتقل عبر الرذاذ التنفسي . لكن استخدام الكمامات لدى الشخص السليم لا توفر الحماية الكافية و لابد من اتخاذ سائر الإجراءات مثل غسل اليدين بإستمرار.
منظمة الصحة العالمية، توصي بإستخدام كمامة الوجه للمصابين بالفيروس فقط أو الأشخاص الذين يعتقدون أنهم قد أصيبوا به و أيضا بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون مع المريض في بيت واحد بهدف العنايه منه .
سرعة انتشار فيروس كورونا، تأثير طرق التحكم بالعدوى، الطقس و الجهاز المناعي كلها من ضمن العوامل التي تؤثر على نسبة شيوع هذا الفيروس في المستقبل.
بصورة عامة من الواضح جدا أن لا يمكننا الوثوق بإرتفاع درجة الحرارة للتخلص من الفيروس و على المسئولين أن يسعوا للسيطرة و مواجهة هذا المرض .
المرجع
Will the Coronavirus Outbreak Get Better This Summer? Maybe Not
الرأي (2)