تأثير كورونا على أعضاء الجسم
- انتشار : 22-08-1400
- 2 الرأي
- 3860
- سياسة النشر
ماذا يفعل فيروس كورونا بجمسنا؟
حتى الآن لا نعلم الكثير حول فيروس كورونا الجديد. فيروس الذي حتى الآن يعاني منه حوالي 75 ألف شخص حول العالم و على حسب إحصائيات و التقارير الموجودة توفي حوالي 2000 شخص إثر التعرض و الإصابة بهذا الفيروس.
لكن الملاحظة الواضحة حتى الآن هي أن بإمكان هذا المرض في الحالات الشديدة أن يترك آثار مدمرة على جسم الإنسان و ليس على الجهاز التنفسي و الرئتين فقط.
تأثير فيروس كوفيد 19 على الرئتين
فيروس كوفيد 19 أيضا مثل سائر أنواع فيروسات عائلة كورونا مثل سارس، مرس أو " متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" و الزكام أو نزلات البرد الشائعة، يكون من ضمن مجموعة الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي و يؤثر على الرئتين.
العلائم الأولى لهذا المرض تشمل الحمى أو السخونة، السعال و ضيق النفس و جميع هذه العلائم تظهر بعد مرور يومين أو أربعة عشر يوم من التعرض إلى الفيروس.
كما تعلمون أيضا شدة هذا المرض إما تكون خفيفة و لا تحمل أي علائم أو تكون شديدة و قاتلة .
تظهر لنا التقارير أن من بين كل سبعة عشر مصاب بهذا الفيروس في الصين، حوالي 81 في المئة من الحالات تكون شدة الإصابة خفيفة و في سائر الحالات تكون شديدة و خطرة .
المتقدمين بالعمر و الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، أكثر استعدادا للتعرض و الإصابة بحالات اكثر شدة من الفايروس .
أيضا نسبة تأثير الفايروس على الرئتين و الجهاز التنفسي مختلفة من شخص لآخر.
بعض الآشخاص یعانون من علائم تنفسیة بسيطة، في حال أن البعض الآخر يتعرضون لمرض ذات الرئة القاتل و أيضا يوجد هناك من يتعرض لأضرار تنفسية شديدة في الرئتين .
على حسب أقوال الدكتورة Dr. Laura E. Evans؛ عضو جمعية العناية بحالات الطارئة و مركز الطبي التابع لجامعة واشنطن في سياتل " ما نشاهده بين مجموعة الأخيرة من المصابين بفيروس كورونا، أي الأشخاص الذين جربوا الإصابة الشديدة لهذا الفيروس، هي ظروف خاصة نسميها نحن بمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة ARDS" .
لا تحدث متلازمة ARDS فقط بسبب فيروس كورونا بل قد تحدث بسبب ظروف أخرى مثل العدوى، الإصابة و تعفن الدم .
هذا الوضع يؤدي إلى اصابة الرئتين و تسرب السوائل من الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في الرئتين . تجمع السوائل في الشعب الهوائية يصعب عملية نقل الأكسيجين إلى الدم .
على الرغم من أن حتى الآن لا توجد معلومات كافية حول اصابات التي تلحق الرئتين بسبب تطور هذا المرض و المعلومات المتوفرة قليلة جدا، لكن تظهر لنا التقارير بأن هذا المرض يشبه الأضرار و الإصابات الناتجة من فيروس سارس و مرس .
علاج متلازمة الضائقة التنفسية الحادة أو ARDS، تشتمل على حقن الأكسيجين ، و استخدام الجهاز التنفس الإصطناعي بهدف حصول الدم على كمية كافية من الأكسيجين.
على حسب أقوال الدكتورة Evans، لا يوجد علاج خاص بالنسبة لمتلازمة الضائقة التنفسية و في هذه الظروف فقط يجب أن تتم عملية العناية من المرضى بدقة لإعداد جهاز مناعة جسم المريض لظروف صعبة.
تأثير فيروس كورونا على سائر أعضاء الجسم
عادة ما يؤثر فيروس كورونا في البداية على الرئتين. لكن في النهاية من الممكن أن تتعرض سائر اعضاء جسم الإنسان أيضا إلى الإصابة .
بالنسبة لمرضى المصابين بنوع أكثر صعوبة من هذا المرض، يصاب اداء سائر اعضاء جسم بإضطراب و نتيجة ذلك من الممكن أن تحدث أي نوع من الإلتهاب و العدوى .
الإصابة التي تتعرض لها أعضاء جسم الإنسان، لا تكون دائما بسبب الإلتهاب و العدوى، لكن من الممكن أن تكون ناتجة من ردة فعل الجسم تجاه العدوى و الإلتهاب .
الجهاز الهضمي: المعدة و الأمعاء
بعض المصابين بمرض كوفيد 19، يعانون من علائم و أعراض في الجهاز الهضمي مثل الإسهال و التقيؤ، على الرغم من أن قلما يتم مشاهدة هذه العلائم لدى المصابين بالمقارنة مع علائم مشاكل الرئتين.
على الرغم من أن فيروس كورونا يؤثر بسهولة أكبر على الرئتين بالمقارنة مع المعدة و الأمعاء، إلا أن الجهاز الهضمي أيضا لا ينجو من أضرار هذا الفيروس.
التقارير التي حصلنا عليها في الماضي، تظهر لنا أن بعض الحالات تم مشاهدة فيروس سارس و مرس أيضا عينات المأخوذة من انسجة الأمعاء و عينة البراز .
على حسب الدراستين الأخيرتين في هذا المجال، من الممكن اثبات نتيجة الإصابة أو عدم الإصابة بفيروس كورونا بمساعدة اختبار و اخذ عينة من براز بعض المصابين.
على العموم، حتى الآن لا يعلم الباحثون هل بإمكان هذا الفيروس أن ينتقل عبر البراز أم لا .
القلب و الأوعية الدموية
على حسب أقول الأخصائيين، من الممكن أن يؤثر فيروس كوفيد 19 على القلب و الأوعية . بإمكان هذا المرض أن يؤدي إلى عدم انتظام دقات القلب أو عبر خفض مستوى ضغط الدم يمنع وصول كمية كافية من الدم إلى الأنسجة.
يجدر الذكر بأن حتى الآن لا توجد هناك مصادر كافية تثبت أن بإمكان هذا الفيروس أن يؤثر بشكل مباشر على القلب أم لا .
الكبد و الكلى
عندما تصاب خلايا الكبد بإلتهاب أو ضرر ما، تتسرب كمية أكبر من الأنزيمات إلى الدورة الدموية بالمقارنة مع الأوقات العادية .
على الرغم من أن النسبة العالية من أنزيمات الكبد، لا تدل دائما على وجود مشكلة خطيرة، إلا أن توجد هذه الحالة لدى المصابين بفيروس سارس و كورونا أيضا.
تظهر لنا إحدى الدراسات الأخيرة بأن توجد هناك علائم اصابة الكبد لدى أحد الأشخاص المصابين بفيروس كورونا.
بعض المصابين بفيروس كوفيد 19 الشديد الذين اضطروا إلى الرقود في المستشفى، من الممكن أن يتعرضون إلى اصابات كليوية حادة أو زرع الكلية .
العلماء أيضا قد وجدوا في زمن انتشار فيروس سارس، فيروس المسبب لهذا المرض في أنابيب الكلى.
على حسب تقارير منظمة الصحة الدولية، توجد هناك شواهد قليلة تدل على أن هذا الفيروس يؤدي بشكل مباشر إلى الفشل أو القصور الكلوي.
على حسب أقوال الدكتور "Dr. James Cherry"؛ أحد باحثين قسم الأطفال في كلية طب David Geffen، بإمكان أن تحدث اصابات و أمراض الكلى في هذه الظروف بسبب التغييرات التي تنتجها عدوى فيروس كورونا.
و يضيف قائلا :" عندما تصابون بمرض ذات الرئة، توجد كمية قليلة من الأكسيجين قليلة في دمكم و هذا الامر بنفسه من الممكن أن يتسبب بفشل أو قصور الكلى".
جهاز المناعي للجسم
عندما يحدث الإلتهاب أو العدوى، يقوم جهاز المناعي بمهاجمة الفيروسات أو البكتريا. ردة الفعل هذه تكون إجابة واضحة لجهاز المناعي و بإمكان رده الفعل أن تزيل العدوى و الإلتهاب، لكن بعض الأحيان أيضا تحدث مشاكل في اعضاء الجسم.
إجابة الجهاز المناعي، من الممكن أن يظهر بشكل ردة فعل التهابية شديدة التي بعض الأحيان تعرف بإسم "عاصفة السيتوكين" . خلايا جسمنا تقوم بإنتاج السيتوكين لمواجهة العدوى و الإلتهاب، لكن انطلاق كمية كبيرة من السيتوكين قد تؤدي إلى حدوث بعض المشاكل.
على حسب أقوال الدكتورة Evans، كثير من الأضرار و الإصابات التي تحدث طوال فترة الإصابة بفيروس كوفيد 19 في الجسم، ناتجة عن ما يعرف بإسم الصدمة الإنتانية و تحدث بسبب التفاعلات المعقدة في الجسم .
العدوى نفسها " أي نوع من العدوى " من الممكن أن تتسبب بردة فعل التهابية شديدة في الجسم، مما تؤثر على أداء الأعضاء و مختلف أجهزة الجسم.
الملاحظة الثانية التي علينا أن ننتبه اليها هي أن حتى الآن تقريبا لم يتم التقرير عن أي اصابة خاصة بفيروس كورونا لدى أطفال دون 9 سنوات.
في الواقع العلماء غير متأكيدين حتى الآن ما إذا كان الأطفال يتعرضون لهذا الفيروس أساسا أم العلائم بسيطة جدا بحيث لا ننتبه إلى وجودها .
لكن طوال فترة الإصابة بإلتهابات أخرى مثل الحصبة أوجدري الماء أيضا علائم الأطفال خفيفة جدا بالمقارنة مع الكبار و يعتقد الباحثون أن يحدث هذا الأمر بسبب استجابة الجهاز المناعي الواضحة و المستقيمة لدى الأطفال و الإستجابة المفرطة لدى الكبار .
في الواقع هذه الإجابة الشديدة و المفرطة للجهاز المناعي تتسبب بحدوث بعض الأعراض و الإصابات طوال فترة الإصابة بالعدوى .
المرجع
Here’s What Happens to the Body After Contracting the Coronavirus
الرأي (2)