ما هي متلازمة ضيق النفق الرسغي ؟

متلازمة ضيق النفق الرسغي هي حالة طبية يعاني فيها المصاب من إنعدام الحس و الشعور بالوخز، الخدر، الألم و عدم الراحة في أصابع اليد. يوجد حوالي ۷۵ مليون شخص حول العالم يعانون من هذا المرض علاج ضيق النفق الرسغي يكون ناجحا على الأغلب و أهم ما في الأمر هو التشخيص المبكر، لذا عليكم ان تراجعوا الطبيب فور شعوركم بأنكم قد تكونوا مصابين بمتلازمة ضیغ النفق الرسغي .

النفق الرسغي هو قناة ضيقة في الجزء الأمامي من اليد و يتكون من عظام و أربطة العصب الوسطي الذي يتحكم في الإحساس والحركة . يمر من هذا النفق و يسيطر على الأصابع الثلاثة، الأول، السبابة و الوسطى و القسم الخارجي من البنصر.

في بعض الأحيان يضيق الجزء الداخلي لهذا النفق لعدة أسباب، على سبيل المثال وجود غدد او اكياس تقوم بتضييق المساحة أو تمنع التئام كسور الرسغ بطريقة صحيحة مما يسبب تغيير هيئة العظم و بالتالي ضيق النفق و لكن في اغلب الاوقات يكون سبب ضيق النفق هو تورم الأوتار المسؤولة عن انحناء الأصابع و ما يغلف هذه الأوتار من الاطراف اذا علق العصب أو ضغطنا عليه فان المصاب يشعر بالوخز و انعدام الحس و الضعف او الالم .

الأعراض السريرية لضيق النفق الرسغي

اعراض ضيق النفق الرسغي تزداد بسرعة، الأعراض الأولية لهذا المرض هو الشعور بالوخز و التنميل في اليد ساعة أو ساعتان بعد البدء في النوم أو عند الاستيقاظ صباحا .

يشبه شعوركم عند خدران اليد، يمكن أن تظهر هذه الأعراض عند القيام بالاعمال اليومية كحمل الهاتف النقال أو قراءة كتاب أو القيادة أو عند تقشير الفواكه مثلا و يلاحظ أن تحريك الأصابع و اليد يسبب تقليل الأعراض في الحالات المتقدمة لهذا المرض من الممكن أن تلاحظوا ضعفا في الإبهام و الاصبعين القريبين منه وفي هذه الحالة يواجه المريض صعوبة في غلق يده أو الإحساس باللمس أو حتى غلق أزرار قميصه يمكن أن تسبب متلازمة النفق الرسغي انعدام الإحساس باليد، الكثير من الأفراد يشعرون أن أصابعهم متورمة حتى و إن لم تكن متورمة حقا أو قد لا يستطيعون التمييز بين الماء الحار و البارد .

أسباب الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي

لا نستطيع عادة أن نحدد سببا مؤكدا لمتلازمة النفق الرسغي، كون النفق الرسغي ضيقا و قويا يسبب ضغطا على العصب الوسطي عند اي التهاب او تورم مما يسبب الألم، من الممكن ان تظهر الأعراض في إحدى اليدين أو كليهما و غالبا ما تصيب اليد الاكثر استعمالا .

تزداد فرص إصابة النساء بهذا المرض و تصل إلى ثلاثة أضعاف الرجال و توجد ظروف معينة من الممكن ان تزيادة فرصة الإصابة بالمرض أيضا : السكري،النقرس،ضعف عمل غدة الثيرويد و الروماتيزم الحمل التواء أو كسر رسغ اليد يوجد اعتقاد سائد أن الطباعة بواسطة استعمال لوحة المفاتيح لساعات طويلة من الممكن أن تزيد من فرص الإصابة بضيق النفق الرسغي .

لكن في الحقيقة عمال خطوط الإنتاج معرضون للابتلاء به أكثر بثلاثة مرات ممن يطبعون المعلومات أو من هم على اتصال بأجهزة اهتزازية . و قد أوضحت دراسة مؤخرا أن استعمال الحاسوب لفترات طويلة تصل إلى سبع ساعات في اليوم ليست سببا كافيا للإصابة بهذا المرض.

في البدء لا تتكرر الأعراض باستمرار لكن مع تدهور الحالة تبدأ الأعراض بالزيادة و لفترات أطول و قد يصل الألم للذراع و الكتفمع مرور الوقت وفي حالة عدم العلاج من الممكن ان يسبب المرض تحلل العضلات في اليد و في الحالات المتقدمة يفقد المريض جزءا من احساس يده حتى بعد العلاج للابد .

علاج ضيق النفق الرسغي

توجد اختبارات مختلفة تجرى من قبل الطبيب لتشخيص المرض .

اختبار تينل: يشمل الضرب على العصب الوسطي للمريض مما يسبب حرقة في الاصابع عند وجود المرض .

اختبار فالن: في هذا الاختبار يطلب الطبيب من المريض أن يطبق ظهر يديه على بعضهما و يبقى هكذا لمدة دقيقة واحدة، في حالة الإصابة بالمرض ويشعر المريض بالدوار و فقدان الحس في الأصابع . للتاکد من التشخيص يقوم الطبيب بفحص السير العصبي و ذلك بتثبيت أسلاك الكترونية على اليد و تزود بصدمة كهربائية خفيفة لفحص سرعة ارسال الرسائل العصبية للعصب الوسطىي .

یوجد اختبار آخر باسم الكترومايوكرافي و فيه تغرز إبرة داخل اليد لقياس النشاط الكهربائي و معرفة الأضرار الحاصلة للعصب الوسطي . أسباب مثل السكري والروماتيزم يجب أن یعالج وعند الإصابة بهما من الممكن أن يطلب الطبيب من المريض أن يلبس حفاظا على اليد لاراحة الرسغ و تقليل حركته و استعماله في الليل لمنع التواء اليد له أهمية كبيرة .

العقارات المضادة للالتهاب الغير ستيرويدية مثل ايبوبروفين ونابروكسين إضافة إلى أكياس الثلج تساهم في تقليل الألم . عندما تشتد أعراض المرض من الممكن أن يصف الطبيب الكورتيكوستيروئيد سواء عبر الحقن الموضعي أو استعماله عبر الفم .

الستيروئيدات تستطيع تقليل الالتهاب مؤقتا حول العصب الوسطي، و کذلك المدررات "اقراص الماء" و مكملات الفيتامين بي ۶ تستطيع أن تقلل الورم .

جراحة النفق الرسغي

عند الحاجة للقيام بعملية جراحية، يقوم الطبيب بالتخدير الموضعي أي يكون المريض واعيا خلال العملية و لاجل ازالة الضغط عن النفق الرسغي . يقطع الرباط العرضي الذي يغطي النفق من الأعلى و هذا الرباط يتحسن مع تكون النسيج في هذه المنطقة بعد مدة و الفضاء الداخلي للنفق لن يكون ضيقا بعد ذلك في بعض الأحيان نستعمل الناظور و فيه يدخل الطبيب كاميرا صغيرة لموضع العملية بعد العملية الجراحية تصبح اليد خشنة و متورمة و نوصي أن يقوم المريض برفع يده فوق قلبه مع القيام بتحريك أصابعه .

يحتاج المريض لأن يربط معصمه لعدة أسابيع و قد لا يستطيع القيام بالكثير من الاعمال،الالم و الاحساس بالضعف يختفيان بعد شهرين تقريبا و لكن من الممكن ان يتاخر التحسن الكامل من ستة اشهر الى حوالي سنة كاملة عند تحسن حالة المريض يوصى أن يراجع المصاب الطبيب الفيزيائي لتحسين عمل العصب الوسطي و كذلك لمنع عودة المرض مجددا.

أثبتت بعض الدراسات أن استعمال تقويم للرسغ و المرفق و الفقرات العلوية تؤثر ايجابا في تحسن النفق الرسغي،كما توجد أدلة على أن استعمال علاج الوخز بالإبر يساعد على تقليل الألم وتحسن عمل العصبو من المهم أن تستشير طبيبك قبل القيام بأي إجراء يذكر .

توجد أدلة قوية أيضا على أن اليوغا تساعد على تقليل الألم و تسهيل غلق اليد في دراسة بسيطة لوحظ أن المشتركين الذين قاموا بالتمرين لمدة ۸ اسابيع ضمن التمارين الأصلية للتقوية و المرونة و تعادل مفاصل اليدين حصلوا على نتائج أفضل من الذين لبسوا أربطة علي أيديهم أو الذين لم يفعلوا اي شئ طوال هذه المدة .