عدم تحمل اللاكتوز: الأسباب، العلائم و العلاج
- انتشار : 22-08-1400
- 10 الرأي
- 2942
- سياسة النشر
عدم تحمل اللاكتوز: الأسباب، العلائم و العلاج
المقدمة
تعتبر مشكلة عدم تحمل اللاكتوز مشكلة شائعة بين الكثير من الأشخاص .في الواقع هذه النوع من الحساسية تصيب حوالي 75 في المئة من سكان العالم .
المصابون بهذه المشكلة، يعانون من مشاكل الهضم (وجود مشاكل في الجهاز الهضمي) عند تناول منتجات الألبان مما يؤثر سلبا على حياتهم اليومية .
ماذا يقصد بعدم تحمل اللاكتوز ؟
في الواقع تعتبر الحساسية إلى اللاكتوز، نوع من إضطرابات الجهاز الهضمي الناتج عن عدم القدرة على هضم اللاكتوز، أي الكربوهيدرات الموجود في منتجات الألبان بشكل أساسي .
من الممكن أن تتسبب هذه الحالة بظهور أعراض مختلفة مثل الغازات و إنتفاخ البطن، الإسهال و المغص و تشنجات البطن .
لا ينتج جسم هؤلاء الأشخاص كمية كافية من أنزيم اللاكتاز و هو ضروري لهضم اللاكتوز . يفرز هذا الأنزيم لهضم اللاكتاز (السكر الموجود في منتجات الألبان) .
في الواقع، يعتبر اللاكتوز نوع من السكر الثنائي، أي ناتج من ارتباط نوعين من السكر . تنتج هذه المادة عن اتحاد وحدة من سكر الغلوكوز و الجالكتوز .
نحتاج إلى أنزيم اللاكتاز لهضم اللاكتوز و كسره إلى الغلوكوز و الجالكتوز و بعد ذلك بإمكان هذه السكريات أن تدخل إلى الدورة الدموية و تتحول إلى طاقة.بدون وجود كمية كافية من أنزيم اللكتاز، سيدخل اللاكتوز في الأمعاء في حال أنه لم يتم هضمه و بالتالي يتسبب بحدوث مشاكل في الهضم .
يوجد اللاكتوز أيضًا في حليب الأم ، ويولد الجميع تقريبًا و لهم القدرة على هضمه. من النادر جدًا رؤية عدم تحمل اللاكتوز عند أطفال دون عمر 5 سنوات.في الوقت الحالي، حوالي 75 في المئة من جمعية سكان العالم يعانون من عدم تحمل اللاكتوز و لكن نسبة شيوع هذه الحالة تتغير بين مختلف دول العالم .
أسباب عدم تحمل اللاكتوز
في الواقع عدم تحمل اللاكتوز ينقسم إلى نوعين و لكل نوع سبب مختلف يؤدي إلى ظهوره :
عدم تحمل اللاكتوز الأولي
أكثر الأنواع شيوعا لعدم تحمل اللاكتوز هو النوع الأول منه. بسبب أن مع تقدم العمر، تقل نسبة انتاج اللاكتاز و لهذا السبب بصعوبة يتم امتصاص اللاكتوز .
قد يرتبط هذا النوع من عدم تحمل اللاكتوز إلى حد كبير بجينات الأشخاص و الوراثة، لأن كثيرا ما يشاهد لدي بعض القوميات .
عدم تحمل اللاکتوز الثانوي
قلما يوجد النوع الثاني من عدم تحمل اللاكتوز . عادة ما يظهر هذا النوع بسبب وجود بعض المشاكل في الجهاز الهضمي أو أمراض أكثر خطورة مثل داء البطني أو السيلياك . لأن من المحتمل جدا أن التهاب الأمعاء بإمكانه أن يؤدي إلى خفض مستوى انتاج اللاكتاز بشكل مؤقت .
تبين لنا الدراسات السكانية أن تؤثر مشاكل عدم تحمل اللاكتوز بين الأوروبيين حوالي 5 إلى 17 في المئة، تشمل هذه النسبة سكان أمريكا بنسبة 44 بالمئة و سكان أفريقيا و آسيا حوالي 60 إلى 70 في المئة .
علائم و أعراض عدم تحمل اللاكتوز
اذا لم يتم التحكم بهذه المشكلة بشكل صحيح، من الممكن أن تؤدي إلى حدوث مشاكل خطرة في الجهاز الهضمي .
أكثر هذه الأنواع شيوعا عبارة عن :
- الإنتفاخ أو تطبل البطن
- المغض و تشنجات البطن
- غازات البطن
- الإسهال
بعض الأشخاص أيضا من الممكن أن يصابوا بحالة التقيؤ و الغثيان، وجود ألم أسفل البطن و الإمساك بعض الأحيان .
يحدث الإسهال نتيجة عدم هضم اللاكتوز في الأمعاء الدقيقة مما قد يؤدي إلى تحرك الماء في الجهاز الهضمي .
عند وصول الماء إلى الأمعاء الغليظة، يختمر اللاكتوز في الأمعاء و يتسبب بإنتاج الغازات و الأحماض الدهنية مع سلسلة قصيرة و بالتالي يؤدي هذا الأمر إلى انتفاخ، ألم و مشاكل في البطن .
من الممكن أن تتغير شدة العلائم نظرا إلى نسبة حساسية الشخص الى اللاكتوز و أيضا نظرا إلى نسبة اللاكتوز الذي يتناوله الشخص .
تجنب تناول اللاكتوز يعني تجنب تناول منتجات الألبان التي تكون غنية بالمغذّيات
منتجات الألبان هي المصطلح المستخدم لوصف الحليب أو المنتجات التي يتم انتاجها من الحليب .تعتبر هذه المنتجات مغذية و مصادر مهمة للبروتئين، الكالسيوم و فيتامينات A، D و B12 .هذا التركيب المغذي مفيد جدا لصحة عظامنا .
استخدام منتجات الألبان في النظام الغذائي، يساعد على قوة و كثافة العظام التي تمنع من الإصابة بهشاشة العظام عند التقدم في العمر .أيضا تناول منتجات الألبان لها صلة بتقليل خطر الإصابة بسكري نوع 2 و الوقاية من السمنة و زيادة الوزن .
على الرغم من هذا أشخاص الذين يعانون من مشكلة عدم تحمل اللاكتوز، مضطرين أن يتوقفوا عن تناول منتجات الألبان أو يخفضوا من نسبة تناولها و بالتالي سيفقدون الكثير من المواد المغذية .
أي مادة غذائية تحتوي على اللاكتوز ؟
يوجد اللاكتوز في منتجات الألبان أو المنتجات الغذائية التي تحتوي على الألبان .منتجات الألبان التي تحتوي على اللاكتوز :
- حليب البقر (جميع الأنواع)
- حليب الماعز
- الجبن (جميع أنواعه)
- المثلجات
- الزبادي
- الزبدة
قد تحتوي بعض الأطعمة على اللاكتوز . الأطعمة التي استخدمت بعض منتجات الألبان في تحضريها أيضا تحتوي على كمية قليلة من اللاكتوز و من ضمنها الأمور التالية :
- أطعمة التي استُخدِم فيها صلصة الحليب مثل الباستا.
- البسكويت، انواع الكيك و الرقايق المحلاّة
- الشكولاته و الحلوى السكرية التي تم انتاجها من الحليب
- حبوب الإفطار
- الحساء سريع التحضير
- منتجات اللحوم المصنعة و النقانق
- أكلات السريعة
- الخبز
- رقائق الشبس، المكسرات و الذرة المنكهة
- الحلويات
من خلال قراءة الملصقات الموجودة على المنتجات، يمكنكم التحقق ما إذا كان المنتج يحتوي على الحليب و منتجاته. عادة ما يتم ذكر التركيبات التالية على ملصق المنتجات التي تحتوي على الألبان :
- الحليب
- الحليب المجفف
- مصل اللبن
- بروتئينات الموجودة في مصل اللبن
- كَازين الحليب
- كشك أو اللبن المجفف
- سكر الحليب
- اللبن
- الجبن
- حليب المالت
- القشطة الرائبة
- البروتئين المُرَكَّز في مصل اللبن
المنتجات التي تحتوي على حمض اللاكتيك، لاكتالبومين، اللاكتات أو الكَازين لايوجد فيها اللاكتوز .
المصابون بعدم تحمل اللاكتوز، قد لا يعانون من مشاكل عند تناول بعض المنتجات اللبنية
جميع منتجات الألبان تحتوي على اللاكتوز، لكن لا يعني هذا الأمر أن المصابين بعدم تحمل اللاكتوز لا يمكنهم تناول منتجات الألبان أبدا . بل يعني أن أغلبهم لا يواجهون مشكلة خاصة عند تناول كمية قليلة من اللاكتوز . على سبيل المثال لا يظهرون حساسة بالنسبة لتركيب الشاي و الحليب، لكن قد لا يمكنهم تحمل كمية الحليب التي قد يحصلون عليهامن وعاء حبوب الإفطار .
يبدو أن الذين يعانون من حساسية اللاكتوز يمكنهم أن يتحملوا كمية تعادل 18 غرام من اللاكتوز يوميا .في الواقع تظهر لنا الأبحاث أن هؤلاء الأشخاص يمكنهم تحمل ما يصل إلى 12 غرام من اللاكتوز يوميا، أي ما يعادل كوب من الحليب (230 مل) .
بعض الأجبان أيضا تحتوي على غرام من اللاكتوز لكل وجبة . مثل جبنة تشيدر ، الجبن السويسري، جبن الموتزاريلا و جبنة مونتري جاك .و من المهم أن تعلموا بأن الزبادي يتسبب بمشاكل أقل بالمقارنة مع بقية منتجات الألبان لدى الأشخاص الذين يتحسسون من اللاكتوز .
مصادر الكالسيوم التي لا تقتصر على الحليب
تعتبر الألبان مصدر ممتاز من الكالسيوم لكن ليس من الضروري تناول الألبان . بدون تناول الألبان أيضا يمكنكم أن تحصلوا على كمية كافية من الكالسيوم الذي يحتاجه الجسم . يوصى بتناول 1000 مليغرام من الكالسيوم يوميا .
بعض مصادر الكالسيوم التي لا تقتصر على الحليب عبارة عن :
- أطعمة غنية بالكالسيوم : كثير من الأطعمة غنية بالكالسيوم، مثل مختلف أنواع العصائر، الخبز و منتجات الحليب التي لا يتم إنتاجها من الحليب مثل حليب اللوز أو حليب الصويا. قبل استخدام هذه المنتجات عليك أن تقوم بتحريك العلبة قبل استخدامها تجنبا لركود الكالسيوم .
- السمك بدون شوك : مثل سمك السردين و غيرها من الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم .
- أطعمة النباتية التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الكالسيوم : كثير من الأطعمة النباتية تحتوي على نسبة محددة من الكالسيوم . لكن بسبب وجود مصادر مثل الفيتات و الأكسالات لا يتم امتصاص هذا الكالسيوم بشكل جيد .
يوجد هنا قائمة من الأطعمة التي لا يوجد فيها اللاكتوز و لها نسبة عالية من الكالسيوم :
- الحليب الغني بالكالسيوم الحاصل من غير منتجات الألبان: حوالي 240 ملليلتر من الكالسيوم في كل نصف كوب.
- عصائر الفاكهة و الخضروات المشيعة بالكالسيوم : حوالي 240 ملليلتر من الكالسيوم في كل نصف كوب .
- التوفو الغني بالكالسيوم : حوالي 200 ملليلتر من الكالسيوم في كل نصف كوب .
- الملفوف أو الكرنب المطبوخ : حوالي 200 مليغرام من الكالسيوم في كل نصف كوب .
- التين المجفف : 100 مليغرام من الكالسيوم في كل نصف كوب.
- البَرْكولي : 100 مليغرام من الكالسيوم في كل نصف كوب .
- الصويا : 100 مليغرم من الكالسيوم في كل نصف كوب .
- التمبيه: 75 مليغرام من الكالسيوم في كل نصف كوب
- زيت اللوز : 75 مليغرام من الكالسيوم في كل ملعقتين .
- حبة السمسم : 75 مليغرام في كل ملعقتين .
علاج عدم تحمل اللاكتوز
إذا لا ترغبون بالتوقف عن تناول الألبان، يمكنكم أن تستخدموا العلاجات المنزلية و العلاجات الطبيعية لإزالة هذه المشكلة .
مكملات الأنزيم
يمكنكم أن تقوموا بإستخدام مكملات الأنزيم لهضم اللاكتوز . تتوفر هذه المكملات بشكل الحبوب أو قطرات التي يمكنكم أن إضافتها إلى طعامكم .
لكن جدير بالذكر أن نسبة تأثير هذه المكملات متغيرة من شخص إلى آخر . على الرغم من هذا الأمر قد تكون هذه المكملات مفيدة بالنسبة لبعض الأشخاص .
في إحدى الدراسات التي قد أجريت، تم دراسة نسبة تأثير ثلاث أنواع مختلفة بالنسبة لأنزيم اللاكتاز في الأشخاص الذين يتحسسون من اللاكتاز . تناولوا هؤلاء الأشخاص حوالي 20 إلى 50 غرام من اللاكتوز .
المكملات الثلاث المذكورة قد حسنت علائم و أعراض الحساسية إلى اللاكتوز لدى أشخاص الذين قد تناولوا حوالي 20 غرام من اللاكتوز . لكن هذه المكملات لم تنفع الأشخاص الذين قد تناولوا حوالي 5 غرام من اللاكتوز .
عودوا جسمكم بتناول اللاكتوز
إذا تتحسسون من اللاكتوز لا تتوقفوا عن أخذ هذه المادة بشكل نهائي و حاولوا أن تتناولوا اللاكتوز أحيانا إلى نظامكم الغذائي، هكذا تساعدون جسمكم على التأقلم مع هذه المادة .
ليست كثيرة الدراسات التي قد أجريت في هذا المجال حتى الآن، لكن الدراسات الأولية تظهر لنا نتائج ايجابية .
تبين لنا إحدى هذه الدراسات الموجزة و المختصرة في هذا المجال أن قد أظهر حوالي 9 أشخاص من الذين قد أصيبوا بحساسية اللاكتوز، تفاعلات إيجابية بالنسبة لتحمل اللاكتوز .
على الرغم من أننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات في هذا المجال لكي يمكننا أن نقدم بتوصيات مفيدة و مؤكدة و لكن يمكننا أن نعود جهازنا الهضمي بتحمل اللاكتوز .
البروبيوتك والبريبيوتيك
تعتبر بروبيوتيك أو معززات الحيوية متممات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر الصحية .
أيضا تعتبر البريبيوتيك من ضمن أنواع الألياف التي لها دور الإطعام بالنسبة لهذه البكتريا و تتغذى منها البكتريا المفيدة الموجودة في الأمعاء.
من الممكن أن يكون بعض أنواع البروبيوتيك مؤثرا أكثر من سائر الأنواع بالنسبة للمصابون بعدم تحمل اللاكتوز .
إحدى أكثر أنواع فائدة من البروبيوتيك ، هي بيفيدوباكتيريوم Bifidobacterium التي توجد على الأغلب في زبادي بريبروبيوتيك وبعض أنواع المكملات .
المرجع
https://www.healthline.com/nutrition/lactose-intolerance-101#section3
الرأي (10)